يقاضي إيلون ماسك شركة OpenAI، مدعيًا أن الشركة تخلت عن رسالتها غير الربحية بشراكتها مع مايكروسوفت وتحولها إلى نموذج ربحي. لكن هنا تبرز أهمية الأمر: ماسك نفسه يدير شركة xAI، وهي شركة ذكاء اصطناعي ربحية تتنافس مباشرةً مع OpenAI.
هل يتعلق الأمر بحماية المهمة الأصلية للذكاء الاصطناعي، أم أنها خطوة استراتيجية في سباق الذكاء الاصطناعي؟ لنُحلل الأمر.
هل هذه الدعوى القضائية منطقية؟
غادر ماسك شركة OpenAI عام ٢٠١٨. ومنذ ذلك الحين، تطورت الشركة لتصبح قوة ربحية هائلة، مدعومة بمليارات الدولارات من مايكروسوفت. وهو الآن يرفع دعوى قضائية. ولكن إذا كان قد انسحب قبل هذا التحول، فهل لديه حقًا قضية عادلة؟ أم أن الأمر يتعلق أكثر بمنع OpenAI من التفوق على شركته الخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي؟
ساعد ماسك في الأصل في تأسيس OpenAI لضمان تطوير الذكاء الاصطناعي لصالح البشرية، كموازنة لهيمنة جوجل.
وتقول دعواه القضائية إن تحول OpenAI نحو التسويق التجاري يخون هذه المهمة.
لكن هنا يكمن التناقض - شركة ماسك، xAI، لم تكن يومًا مؤسسة غير ربحية. فهل يتعلق الأمر حقًا بالأخلاق، أم أن المنافسة التجارية هي العامل الحاسم؟
ماسك لا يملك أي حصة في OpenAI - فما هو ادعائه إذن؟
من الحقائق الأساسية في هذه الدعوى القضائية: لا يملك ماسك أي أسهم في OpenAI. بخلاف مايكروسوفت، التي استثمرت مليارات الدولارات في OpenAI، لا يملك ماسك أي حصة مالية مباشرة في الشركة.
🔹 كان من أوائل الداعمين والمتبرعين، لكنه غادر قبل أن تصبح OpenAI شركة ربحية.
🔹 يدعي أنه كان قد وعد بأن OpenAI ستظل دائمًا مؤسسة غير ربحية، ولكن من الناحية القانونية، هل لهذا الأمر أي وزن؟
🔹 إذا لم تكن لديه أي ملكية، فهل يمكنه أن يملي ما تفعله OpenAI الآن؟
وهذا يثير سؤالا كبيرا: هل يقاتل ماسك من أجل أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، أم أنه يستخدم هذه الدعوى القضائية لإبطاء منافس لم يعد يسيطر عليه؟
هل تتعلق دعوى ماسك بالأخلاق أم بالمنافسة؟
يقول ماسك إن OpenAI أصبحت "شركة ذكاء اصطناعي مغلقة المصدر، تابعة لمايكروسوفت"، مبتعدةً عن رؤيتها الأصلية المفتوحة وغير الربحية. ومع ذلك، في الوقت نفسه:
✅ تأسست شركة xAI - شركة الذكاء الاصطناعي المملوكة لـ Musk - كمنافسة هادفة للربح.
✅ تم دمج Grok، برنامج المحادثة الآلي الخاص بشركة xAI، في X (المعروف سابقًا باسم Twitter).
✅ يضع ماسك نفسه الآن باعتباره "المدافع الحقيقي عن الذكاء الاصطناعي المفتوح".
إذن، هل يتعلق الأمر بالحفاظ على الذكاء الاصطناعي مفتوحًا وأخلاقيًا، أم أنها خطوة تجارية لإبطاء OpenAI بينما يلحق به xAI؟
إذا كانت OpenAI منظمة غير ربحية، فهل هذا يعني أنها لا تجني المال؟
ليس تمامًا. تعمل OpenAI وفق نموذج ربح محدود، أي أنها تخضع لإشراف فني من جهة غير ربحية، لكنها لا تزال تُحقق إيرادات.
يتيح هذا الإعداد لـ OpenAI تأمين التمويل مع تحديد المبلغ الذي يمكن للمستثمرين كسبه مرة أخرى.
على سبيل المثال، استثمرت مايكروسوفت مليارات الدولارات في OpenAI، وتستفيد من شراكاتها الحصرية، وإمكانية الوصول إلى نماذج الذكاء الاصطناعي، ودمجها في منتجاتها. ورغم أن OpenAI نفسها ليست مُهيكلة لتحقيق أقصى قدر من الأرباح كشركات تقليدية، إلا أن مستثمريها، وخاصةً كبار المستثمرين، لا يزالون يحصلون على عوائد من خلال هذه الصفقات الاستراتيجية.
لذا، مع أن OpenAI شركة غير ربحية، فهذا لا يعني انعدام تدفق الأموال. بل يعني ببساطة أن الأرباح مُتحكّم بها، وأن عوائد المستثمرين لها سقف مُحدّد، وليست مكاسب غير محدودة.
ما هو على المحك؟
1️⃣مستقبل OpenAI - إذا فاز ماسك، فقد تواجه OpenAI قيودًا على شراكتها مع Microsoft، مما قد يجبرها على إعادة التفكير في نموذج التمويل بالكامل.
2️⃣ معركة الذكاء الاصطناعي الأكبر - يمكن أن تشكل هذه الدعوى القضائية سوابق قانونية حول ما إذا كانت شركات الذكاء الاصطناعي قادرة على التحول من مؤسسات غير ربحية إلى مؤسسات ربحية.
٣️⃣ حرب التصور العام - من يحمي الذكاء الاصطناعي للبشرية حقًا؟ OpenAI؟ ماسك؟ أم أن هذه كلها استراتيجية شركاتية؟
أفكاري
الأمر أشبه بمشاهدة مسلسل درامي طويل - أموال طائلة، وأسماء لامعة، ودراما لا تُنسى. لكن في نهاية المطاف، هل يُغيّر هذا أي شيء بالنسبة لنا؟
إذا كنت تستخدم OpenAI، فأنا أشك في أن السبب هو كونها مؤسسة غير ربحية. فمعظم الناس لا يعرفون حتى معنى ذلك عمليًا. ولنكن واقعيين، لا توجد أي من شركات الذكاء الاصطناعي الرئيسية الأخرى غير ربحية أيضًا. بدأ هذا الأمر برمته لأن جوجل كانت رائدة في مجال برامج الماجستير في القانون، وكان لا بد من تدخل المنافسة.
إلى أين يتجه هذا؟ لا أدري. لكن المؤكد هو أن الذكاء الاصطناعي لا يتباطأ. وسواءٌ أعاقت هذه الدعوى القضائية المنافسة أم زادتها، فإن سباق الذكاء الاصطناعي يتحرك بالفعل أسرع مما نستطيع قراءته أو فهمه أو حتى اختباره.
أعلم أننا جميعًا نعشق الدراما الجيدة، لذا فكرتُ: لمَ لا نطرح بعض الأسئلة؟ لأنه في المجمل، ليس لهذا أي تأثير على قدرة الذكاء الاصطناعي على مساعدتنا في تحقيق أهدافنا.
استخدام الذكاء الاصطناعي؟ هذا أمرٌ بديهي. استخدامه بذكاء للمضي قدمًا؟ هذا هو السؤال الحقيقي.
على أية حال، إذا كنت بحاجة إلى مساعدة في فهم هذا الجزء، دعنا نتحدث.